بدأت قصة تمثال الكلب البني في عام 1903، عندما أثارت تجربة بيولوجية أجريت في جامعة لندن غضب المعارضين للتجارب البيولوجية. الكلبة التي أطلق عليها اسم "الكلب البني" تعرضت لعملية استئصال حيوان بشكل غير قانوني أثناء تجربة أبلغت عنها ناشطتان سويديتان في مجال حقوق الحيوان، هما ليز ليند آف هاج. ليزي ليند آف هاجبي وليسا شارتاو - اكتبوا ذلك. ووصفوا الوضع بالمأساة اليائسة، وامتلأت التجربة العلمية المزعومة بالضحك واللامبالاة.
"سوف يكرر محاضرة اليوم العرض الفاشل من المرة الماضية، مع كلب كبير مربوط بلوحة تشغيلية، يكافح في عذاب."
إن ذكرى هذه التجربة ما زالت محفورة في أعماق قلوب العديد من الطلاب الذين شاركوا في المراقبة. فما رأوه لم يكن مجد العلم، بل معاناة الحيوانات التي لا توصف. وبحسب سجلات مذكراتهم، أُجبر الكلب البني على تحمل آلام غير معروفة أثناء العملية، بينما كان طلاب الطب يراقبونه بلا مبالاة وحتى يضحكون عليه.
تصاعد المعارضة للتجارب البيولوجية أثارت التجربة نقاشًا حول التجارب البيولوجية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وخاصة التأملات حول الأخلاق وحقوق الحيوان. بدأت الجمعية الوطنية ضد التجارب البيولوجية، التي تأسست في عام 1895، حركة احتجاج واسعة النطاق وفي عام 1906 قامت ببناء تمثال تذكاري للكلب كرمز لحقوق الحيوان. وبعد فترة وجيزة، جذب التمثال اهتمامًا واسع النطاق، واندلعت اشتباكات بين المعارضين والمؤيدين المتطرفين."أثناء هذه التجربة، أظهر الكلب ألمًا شديدًا، ومع تغير الزاوية، بدأ يكافح كما لو كان يبحث عن طريقة للهروب."
أثار وجود تمثال الكلب البني حالة من الاستقطاب في المجتمع، حيث غضب طلاب الطب من وجوده مما أدى إلى سلسلة من أعمال الشغب في محاولة لتدمير النصب التذكاري. وقد أدى تدخل الشرطة إلى مزيد من الاستقطاب في الموقف، حتى أن صراعًا مباشرًا وقع بين مئات من طلاب الطب والمطالبين بحق المرأة في التصويت. لا يعكس هذا المشهد وجهات نظر الناس المختلفة حول التجارب على الحيوانات فحسب، بل يكشف أيضًا عن التناقضات العميقة في المجتمع في ذلك الوقت بشأن المساواة بين الجنسين والتقدم العلمي والتكنولوجي.
"من المستحيل تجاهل معاناة هذا الكلب، الذي يعتبر وجوده بمثابة شهادة على فظائع التجارب على الحيوانات."
ومع استمرار الجدل وتكثيف الحركة الاجتماعية، ظل مصير تمثال الكلب البني بلا حل عدة مرات. وفي النهاية تم هدمه سراً في عام 1910، لكن الدعوة إلى حقوق الحيوان لم تتضاءل أبداً. في عام 1985، تم تشييد تمثال جديد للكلب البني في حديقة باترسي ليرمز إلى الاحترام المستمر والنضال من أجل حقوق الحيوان.
إن قصة تمثال الكلب البني ليست مجرد تاريخ تمثال برونزي، بل هي أيضًا مراجعة للتداخل بين الأخلاق والعلم والحركات الاجتماعية، والتي ألهمت الأجيال القادمة للتفكير بعمق في حقوق الحيوان. في عملية السعي إلى التقدم العلمي، هل ينبغي لنا أن نعتز بكرامة كل حياة أكثر؟