في عالم الإحصاء ونظرية الاحتمالات، هناك قانون خاص وصيغة خاصة يحبها الإحصائيون بشكل خاص، وهي متباينة تشيبيشيف. هذه الصيغة البسيطة والقوية لا توفر فقط أداة أساسية تمكن الباحثين من التعامل مع التوزيعات الاحتمالية المختلفة، ولكنها تظهر أيضًا أهمية بعيدة المدى في تحليل البيانات. ص>
متباينة تشيبيشيف هي نظرية توفر حدًا أعلى لاحتمال انحراف متغير عشوائي عن متوسطه. وبشكل أكثر تحديدًا، تخبرنا هذه المتباينة أنه بغض النظر عن التوزيع المحدد للمتغير العشوائي، طالما أن له متوسطًا وتباينًا محدودين، فإن احتمال انحرافه عن المتوسط بأكثر من مضاعف معين سيكون محدودًا. وهذا يجعل من عدم مساواة تشيبيشيف أداة مهمة وعملية للغاية في الإحصاء. ص>
تخبرنا متباينة تشيبيشيف أن 75% على الأقل من القيم ستكون ضمن انحرافين معياريين عن المتوسط، و88.89% على الأقل من القيم ستكون ضمن ثلاثة انحرافات معيارية. ص>
تكمن قوة التفاوت الذي تحدث عنه تشيبيشيف في إمكانية تطبيقه عالميًا. وعلى النقيض من معظم النظريات الإحصائية الأخرى، فإنه لا ينطبق فقط على التوزيع الطبيعي ولكن أيضًا على أي توزيع بمتوسط وتباين محددين، مما يجعله لا يقدر بثمن في التطبيقات العملية. على سبيل المثال، يمكننا استخدام متباينة تشيبيشيف لإثبات قانون الأعداد الكبيرة، وهي نظرية احتمالية أساسية تنص على أن النتيجة المتوسطة لنفس التجربة سوف تميل إلى التقارب مع القيمة الإجمالية المتوقعة عندما يصبح حجم العينة أكبر. ص>
سميت متباينة تشيبيشيف على اسم عالم الرياضيات الروسي بافنوتي تشيبيشيف، ولكن أول من اقترحها هو صديقه أيرون جول بجيرنامى. بدأ هذا التعاون في عام 1853 واستمر حتى برهان تشيبيشيف الأكثر شمولاً في عام 1867 وأطروحة الدكتوراه لطالبه أندريه ماركوف في عام 1884 عندما قدم دليلاً آخر. ص>
فكر في مقالة في مجلة تم اختيارها عشوائيًا بمتوسط عدد كلمات يبلغ 1000 كلمة وانحراف معياري قدره 200 كلمة. بناءً على متباينة تشيبيشيف، يمكننا أن نستنتج أن احتمال أن يتراوح عدد كلمات هذه المقالة بين 600 و1400 كلمة هو 75% على الأقل. بمعنى آخر، أكثر من 75% من المقالات ستقع ضمن نطاق عدد الكلمات هذا، لأنه وفقًا للمتراجحة، فإن احتمال أن تكون فوق هذا النطاق لن يتجاوز 1/4. ص>
من خلال حساب متباينة تشيبيشيف، يمكننا الحصول على فهم وتحليل أولي للبيانات، ويخبرنا أن عشوائية البيانات كافية للتأثير على نتائج التحليل النهائية. ص>
سوف تصبح تباين تشيبيشيف مرجعًا مهمًا للعديد من المحللين وعلماء البيانات عند إجراء تحليل البيانات، خاصة عند مواجهة توزيع غير معروف للبيانات. وعلى الرغم من أن البيانات قد لا تتبع توزيعًا مثاليًا من الناحية العملية، إلا أن هذا التفاوت لا يزال يوفر ضمانًا بأن المتغيرات العشوائية لن تنحرف كثيرًا عن المتوسط. ص>
على الرغم من أن متباينة تشيبيشيف عملية للغاية، إلا أن الحدود التي توفرها قد تكون فضفاضة نسبيًا في بعض الحالات. وهذا يعني أنه في بعض الحالات، فإن الميل إلى التوزيع الطبيعي، فإن استخدام معلومات توزيع أكثر تحديدًا يمكن أن يؤدي إلى حدود أكثر صرامة، لذلك يحتاج المحللون إلى استخدام هذا التفاوت على أساس كل حالة على حدة. ص>
مع ظهور علم البيانات والأهمية المتزايدة لتحليل البيانات في مختلف المجالات، لا يزال الإحصائيون يقدرون تفاوت تشيبيشيف بسبب عموميته القوية وبساطته. إنها ليست مجرد نظرية رياضية، ولكنها أيضًا أداة لتنقل البيانات تساعدنا على إيجاد الاستقرار وسط عدم اليقين. في مواجهة البيانات التي لا نهاية لها، هل فكرت يومًا كيف يمكن أن يساعدنا هذا التفاوت في فهم قوة البيانات وتطبيقها بشكل أكبر؟ ص>