"الرياضة ليست مخصصة للشباب فقط. إن الروح التنافسية التي أظهرها العديد من الرياضيين الناضجين في المنافسة تظهر لنا روحًا قتالية لا هوادة فيها."
بحسب الحدث الذي نظمته World Masters Athletics، يمكن للرياضيين الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا المشاركة ويتم تقسيمهم إلى مجموعات عمرية، مما يسمح أيضًا للرياضيين بتجنب المنافسة مع الشباب وزيادة إمكانية المشاركة. وتجذب مثل هذه الأحداث الرياضيين من جميع أنحاء العالم، بدءاً من 186 مشاركاً في البداية إلى أكثر من 6000 مشارك اليوم، حيث تتراوح أعمار الرياضيين بين 35 و105 أعوام، بما في ذلك اللاعبين التنافسيين للغاية والمبتدئين.
هذه الرياضة لا تحظى بشعبية كبيرة في المدن من الدرجة الأولى فحسب، بل ظهرت مسابقات محلية لها أيضًا في مناطق مختلفة، لتشكل مجتمعًا من الدعم المتبادل. في هذه الفعاليات، لا يتنافس الرياضيون في اللياقة البدنية فحسب، بل يتشاركون أيضًا المتعة والصداقة التي تجلبها المنافسة. تتيح هذه الأجواء للعديد من الرياضيين الأكبر سناً إعادة اكتشاف طاقة شبابهم.
"نحن لا نتنافس مع الآخرين، بل مع أنفسنا في الماضي."
تاريخيًا، بدءًا من ثلاثينيات القرن العشرين، ومع تزايد الوعي بالفوائد الصحية لممارسة التمارين الرياضية، أصبح عدد الرياضيين النشطين في منتصف العمر متزايدًا. تظهر القصص الملحمية البطولية بلا نهاية. في عام 1959، سجل الرياضي البريطاني دون فينلاي الرقم القياسي في سباق 120 ياردة حواجز بزمن 14.4 ثانية وهو في الأربعين من عمره، مما يدل على أن الرياضيين الأكبر سنا لا يزالون قادرين على الهيمنة على ساحة ألعاب القوى. وهذا لم يلهم الكثير من الناس ليكونوا أكثر شجاعة في المشاركة في الرياضات المختلفة فحسب، بل أكد أيضًا أن العمر لا يعيق قدراتهم الرياضية.
ومع تقدم هذا الاتجاه، ظهرت "بطولة المحاربين القدامى الوطنية" التي نظمتها الرابطة الوطنية لألعاب القوى في الولايات المتحدة في سبعينيات القرن العشرين. لقد دفع هذا الحدث عددًا متزايدًا من الرياضيين إلى الابتعاد عن نمط حياتهم المستقر على الأريكة واختيار المشاركة في المنافسة الشرسة. ومن المثير للاهتمام أن هذه الرياضة نمت إلى الحد الذي أصبحت تجذب فيه الرياضيين من جميع أنحاء العالم، سواء المبتدئين أو المحترفين، وهذه المسابقات مليئة بأجواء من الإثارة والإلهام.
من حيث التنظيم، توفر جمعية قدامى الرياضيين العالميين معايير موحدة للرياضيين المخضرمين في جميع أنحاء العالم لضمان نزاهة واحترافية المنافسة. لن يساعد هذا فقط في ضمان إمكانية مقارنة الرياضيين من جميع الأعمار على نفس المنصة، بل سيعمل أيضًا على تعزيز الصورة المهنية والاعتراف بالرياضات المخضرمة.
"المنافسة ليست اختبارًا جسديًا فحسب، بل هي أيضًا تصادم روحي."
ومع ازدهار هذه الرياضة، ظهرت معايير مختلفة للمقارنة بين الأعمار، مثل تقديم "جدول الفئة العمرية"، الذي سمح بمقارنة أداء الرياضيين الأكبر سنًا بأداء الرياضيين الأصغر سنًا. ولم تحفز هذه المقارنة الرياضيين فحسب، بل ساعدتهم أيضًا على تحسين أدائهم. كما تسمح للجمهور بفهم أدائهم وجهودهم بشكل أكثر وضوحًا.
لا يزال العديد من الرياضيين قادرين على تحطيم الأرقام القياسية الشخصية أو الوطنية بشكل متكرر بعد تجاوزهم سن الخامسة والثلاثين. وهذا بالطبع نتيجة للتدريب الشاق عندما كانوا صغارًا، ولكن أيضًا السعي لتحقيق جودة الحياة. لا يزال بعض الرياضيين، حتى في السبعينيات من عمرهم، يظهرون سرعة مذهلة في أحداث المضمار والميدان، وهو ما يثير إعجاب كثير من الناس.
"العمر مجرد رقم. والجهد المستمر والتدريب هما المفتاح."
في مثل هذه الأجواء، وبغض النظر عن إعاقاتهم العقلية والجسدية، لا يزال العديد من البالغين يختارون التنافس مع الرياضيين الشباب. إنهم لا يفعلون ذلك من أجل التصنيف فحسب، بل أيضًا من أجل المتعة والصحة البدنية والعقلية التي تجلبها هذه الرياضة. ويعكس هذا أيضًا الارتباط العاطفي وراء العديد من المسابقات، والدعم المتبادل والصداقة بين اللاعبين، مما يجعل الرياضة أكثر معنى.
بمعنى ما، هذه ليست مجرد رياضة، بل هي أيضًا اختيار أسلوب حياة. إن هذا النوع من الروح الرياضية والموقف تجاه الحياة يسمح للعديد من الرياضيين الذين يخسرون اللعبة بالشعور بفرحة النصر. أليس هذا القدر من المثابرة والشغف هو ما يرغب فيه كل رياضي؟
مع الرياضيين المخضرمين في جميع أنحاء العالم لا تأتي نتائج المنافسة فقط، ولكن أيضًا المغامرة المتمثلة في مواصلة استكشاف إمكانيات جديدة. بفضل هؤلاء الرياضيين النشطين، أصبحت ساحة المضمار والميدان أكثر تألقًا. هل العمر مساعد أم عائق؟