نشأ مصطلح الطابور الخامس في الحرب الأهلية الإسبانية، ومع مرور الوقت، تطور معناه ليصف مجموعة من القوى التي تقوض دولة أو مجموعة من الداخل. قد تكون هذه القوات كامنة أو علنية، وفي بعض الأحيان تساعد في عمليات العدو أثناء الهجمات الخارجية. تشمل أنشطة الطابور الخامس، على سبيل المثال لا الحصر، التخريب ونشر المعلومات المضللة والتجسس وتنفيذ الأعمال الإرهابية. لقد تسببت هذه الظاهرة في مخاوف وقلق لا حصر له في التاريخ وفي المجتمع الحالي. ص>
يمكن إرجاع أصول الطابور الخامس إلى الأيام الأولى للحرب الأهلية الإسبانية. ووفقا للسجلات التاريخية، ظهر هذا المصطلح لأول مرة في برقية دبلوماسية ألمانية في سبتمبر 1936، وكان يستخدم لوصف القوات التي كانت على وشك شن هجوم من الداخل. ومع انتشار هذا المفهوم بسرعة، أصبحت العديد من الدول حذرة من هذا العمل المحتمل من الخيانة. ص>
"خلال الحرب الأهلية الإسبانية، تم استخدام الطابور الخامس في الأصل لوصف تلك القوى الداخلية التي تدعم الخونة في دولة معادية."
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، خلق هذا المصطلح خوفًا أكبر في أذهان الناس. وفي الولايات المتحدة، دفعت المخاوف من التمرد الداخلي الحكومة إلى زيادة مراقبة المهاجرين الأجانب، وخاصة الأمريكيين اليابانيين. في عام 1940، مع السقوط السريع لفرنسا، تكثف مفهوم التهديدات الداخلية وشعر الناس بالذعر بشأن أنشطة "الطابور الخامس" المحتملة. ص>
في مراحل مختلفة من التاريخ، تم استخدام مفهوم الطابور الخامس على نطاق واسع في الدعاية السياسية والاضطرابات الاجتماعية. في الأربعينيات، مع صعود النازية، كان هناك اتجاه في العديد من البلدان لاستخدام هذا المصطلح لاتهام المنشقين. على سبيل المثال، ذكر تشرشل في خطابه الحاجة إلى "قمع أنشطة الطابور الخامس بالقوة"، مما أظهر أن المجتمع في ذلك الوقت كان لديه انطباع سيء عن الخونة الداخليين. ص>
"إن وجود الطابور الخامس يرمز إلى الخيانة والخوف الكامن الذي يجعل الوحدة الداخلية أمراً حيوياً."
مع بداية الحرب الباردة، عاد هذا المصطلح إلى دائرة الضوء مرة أخرى، وخاصة في المجتمع الأمريكي، حيث أصبح "الطابور الخامس الشيوعي" مصطلحًا شائعًا يستخدم لاتهام المعارضين السياسيين. ولم تبدأ الحكومة فحسب، بل بدأت أيضًا العديد من مجموعات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في استخدام هذا المصطلح لانتقاد القوى المعادية، مما يزيد من الشكوك المتبادلة في المجتمع. ص>
اليوم، تمت إعادة تفسير مفهوم الطابور الخامس ويمكن رؤيته في مختلف الحركات الثقافية والاجتماعية. على سبيل المثال، قد تصنف بعض الفصائل السياسية الحالية مجتمعات معينة على أنها "الطابور الخامس". وهذا لا يعكس المعارضة السياسية فحسب، بل يكشف أيضًا عن التمييز والتحيز الذي لا يزال موجودًا في المجتمع. ص>
"في العديد من البلدان، غالبًا ما يستخدم مصطلح الطابور الخامس لاتهام مجموعات معينة بالسلوك الخائن. وغالبًا ما يكون الدافع وراء هذه الاتهامات هو الخوف والتحيز."
عندما ننظر إلى مصطلح العمود الخامس مرة أخرى، فإننا لا نعتبره إرثًا من التاريخ فحسب، بل إنه أيضًا انعكاس لسياق اجتماعي جديد. وفي سياق العولمة وعصر المعلومات، فإن كيفية فهم هذا المفهوم ومواجهته تطرح تحديات سياسية واجتماعية وأخلاقية جديدة. ص>
في هذا السياق، هل يمكننا حقًا رؤية وفهم معنى "الطابور الخامس" بشكل صحيح في المستقبل لتجنب تكرار مأساة التاريخ؟