أصبح من الممكن جمع البيانات الشخصية بفضل انتشار الهواتف الذكية. سواء كان الأمر يتعلق بموقع GPS أو الصور أو سجلات الاتصالات أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فيمكن استخدام هذه المعلومات لتتبع وتحليل سلوك المستخدم وتفضيلاته. تطلب العديد من التطبيقات من المستخدمين بيانات شخصية وقد تشارك هذه البيانات مع أطراف ثالثة دون موافقة المستخدم.
إن الغرض من المراقبة هو جمع المعلومات، أو إدارة السلوك، أو التأثير على عملية صنع القرار، وقد ظهرت العديد من التقنيات والأساليب لتحقيق هذه الغاية. من المراقبة عن بعد للأجهزة الإلكترونية إلى اعتراض المعلومات المنقولة عبر الإنترنت، هناك وسائل مختلفة موجودة في كل مكان.
مع الاستخدام الواسع النطاق للتطبيقات، ستطلب العديد منها الوصول إلى الموقع الجغرافي للمستخدمين، وجهات الاتصال، وحتى مكتبات الصور. على سبيل المثال، تقوم بعض تطبيقات الوسائط الاجتماعية بجمع البيانات في الخلفية حتى عندما لا تكون قيد الاستخدام.
تتعرض العديد من الهواتف المحمولة لخطر المراقبة غير القانونية. يمكن لبعض الهيئات الحكومية أو القراصنة استخدام برامج معينة لاختراق الهواتف المحمولة ومراقبة مكالمات المستخدمين ورسائلهم النصية في الوقت الحقيقي. لا يعد هذا انتهاكًا للخصوصية فحسب، بل قد يشكل أيضًا تهديدًا للسلامة الشخصية.
في الولايات المتحدة، يتطلب قانون مساعدة الاتصالات لإنفاذ القانون توفير جميع المكالمات الهاتفية وحركة المرور على الشبكة لوكالات إنفاذ القانون من أجل المراقبة في الوقت الحقيقي، الأمر الذي يشرع المراقبة ولكنه يفرض تحديًا خطيرًا لخصوصية الأشخاص العاديين.
تستخدم العديد من الشركات والوكالات الحكومية البيانات المجمعة لإجراء تحليلات الشبكات الاجتماعية لتحديد التهديدات المحتملة أو التحكم في سلوك الحشود. على سبيل المثال، يمكن استخدام النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد هوية مجموعات اجتماعية معينة وحتى استهداف الإعلانات.
في حين يُنظر إلى بعض أشكال المراقبة باعتبارها أدوات مهمة لمنع الجريمة، يحذر العديد من نشطاء الحقوق المدنية من أنها قد تنتهك بلا رحمة حقوق خصوصية المواطنين. إن انتشار إجراءات المراقبة في غياب الرقابة القانونية أمر مثير للقلق.
في المجتمعات الديمقراطية، كثيراً ما تقيد القوانين قدرة الحكومات والقطاع الخاص على استخدام تقنيات المراقبة، ولكن في الدول الاستبدادية، غالباً ما تكون القوانين ذات الصلة غير معروفة.
باختصار، ومع تقدم التكنولوجيا، أصبحت أساليب المراقبة أكثر وأكثر تقدما، وتشكل هواتفنا المحمولة الخط الأمامي في حرب المراقبة هذه. وبينما نستكشف التقنيات الجديدة، فإن كيفية تحقيق التوازن بين المراقبة والخصوصية سوف يشكل تحدياً هائلاً. كيف ينبغي للمجتمع الحديث أن ينظر إلى هذه التكنولوجيا الخفية والقوية للمراقبة؟