زيادة عدد الخلايا الليمفاوية هي زيادة غير طبيعية في عدد الخلايا الليمفاوية في السائل الدماغي الشوكي وغالبا ما ينظر إليها على أنها علامة على وجود عدوى أو التهاب داخل الجهاز العصبي. وقد يكون مرتبطًا بمجموعة متنوعة من الأمراض العصبية، مثل الصداع الكاذب، ومتلازمة شورساك، والتهاب الدماغ. في الحالة الطبيعية، يجب أن يكون عدد خلايا الدم البيضاء في السائل الدماغي الشوكي أقل من 5 لكل ميكروليتر، ولكن في حالة زيادة عدد الخلايا الليمفاوية، قد يرتفع العدد إلى أكثر من 1000 لكل ميكروليتر.
على الرغم من أن الخلايا الليمفاوية تشكل حوالي ربع خلايا الدم البيضاء فقط، إلا أنها نادرة نسبيًا في السائل النخاعي. وراء هذه الأرقام المشرقة تكمن العديد من التهديدات المحتملة.
عادة ما يكون زيادة عدد الخلايا الليمفاوية في السائل الدماغي الشوكي نتيجة لاستجابة مناعية للالتهاب العصبي الوعائي. تشير العديد من الحالات إلى أن العدوى الفيروسية هي السبب الكامن وراء زيادة عدد الخلايا الليمفاوية، حيث يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة ضد المستضدات العصبية والوعائية. قد يكون هذا مرتبطًا بالتهاب السحايا الفيروسي ومرض مولاريت. وقد تم اقتراح بعض الالتهابات غير الفيروسية، مثل مرض لايم، كأسباب محتملة أيضًا. في بعض الأمراض، يؤدي العدوى إلى إثارة استجابة مناعية ذاتية تؤدي إلى زيادة مستويات الخلايا الليمفاوية.
يتم عادة الكشف عن وجود زيادة في عدد الخلايا الليمفاوية عن طريق البزل القطني متبوعًا بالتحليل السريري للسائل النخاعي. من خلال اختبار مظهر وضغط السائل النخاعي وقياس مستويات الجلوكوز والبروتين، يمكن استخدام تعداد خلايا الدم البيضاء للكشف عن مجموعة متنوعة من الحالات أو تشخيصها، بما في ذلك النزيف تحت العنكبوتية، والتصلب المتعدد، وأنواع مختلفة من التهاب السحايا. على الرغم من أن البزل القطني قد يظهر عدد خلايا الدم البيضاء ضمن المعدل الطبيعي، إلا أن هذا لا يستبعد احتمال وجود مرض كامن.
أجريت العديد من الدراسات حول العلاقة بين الصداع النصفي الكاذب وزيادة الخلايا الليمفاوية. يتميز الصداع النصفي الكاذب بالصداع النابض الثنائي المتوسط أو الشديد المصحوب بأعراض عصبية عابرة وزيادة عدد الخلايا الليمفاوية. تعتبر نوبات الصداع النصفي هذه متكررة ومحدودة ذاتيا. وتتراوح أعمار المشاركين في هذه الدراسات بين 15 و40 عاماً، وكان أغلبهم من الذكور. كان جميع المرضى خاليين من الأعراض بعد كل نوبة صداع نصفي.
متلازمة شوساك في متلازمة شوسيلباخ، يؤدي رد الفعل المناعي الذاتي إلى إتلاف الأوعية الدموية في الدماغ وشبكية العين والقوقعة، مما يؤدي إلى فقدان الوظيفة العصبية. وقد عانى هؤلاء المرضى من فقدان السمع والبصر، كما وجد لديهم مستويات مرتفعة من الخلايا الليمفاوية والبروتينات في السائل النخاعي لديهم. لقد ثبت أن العلاج بالأدوية المثبطة للمناعة مثل الستيرويدات والأزاثيوبرين فعال للغاية، حيث يستعيد المرضى وظائفهم المفقودة تدريجيًا في غضون أسابيع قليلة.أفضل طريقة لإعادة عدد الخلايا الليمفاوية إلى مستوياتها الطبيعية هي علاج الاضطراب الذي تسبب في زيادتها. وفي الحالات التي يكون فيها السبب الأساسي للعدوى فيروسيًا أو بكتيريًا، فقد وجد أن الأدوية الفعالة ضد هذه مسببات الأمراض تكون فعالة. نظرًا لأن عدوى الهربس غالبًا ما تسبب زيادة عدد الخلايا الليمفاوية، فمن الشائع وصف الأسيكلوفير والفالاسيكلوفير. في الحالات التي يكون فيها سبب زيادة عدد الخلايا الليمفاوية هو استجابة مناعية ذاتية، يمكن علاجها بالأدوية المثبطة للمناعة مثل الستيرويدات.
يعود تاريخ مرض الخلايا الليمفاوية إلى نهاية القرن التاسع عشر. ومع تطور تقنية البزل القطني، أصبح من الممكن إجراء اختبارات ميكروبيولوجية وكيميائية حيوية ومناعية على السائل الدماغي الشوكي. على الرغم من أن عمليات ثقب الفقرات القطنية المبكرة كانت تُجرى في أواخر القرن التاسع عشر، إلا أن الاختبارات التي كشفت عن كثرة الخلايا الليمفاوية في السائل النخاعي كانت تُجرى بعد ذلك بكثير. اليوم، يتم استخدام البزل القطني في كثير من الأحيان لتشخيص أو استبعاد بعض الحالات، مثل التهاب السحايا، وتحديد ما إذا كانت العدوى موجودة في السائل النخاعي. مع تقدم العلوم والتكنولوجيا، هل يمكننا اكتساب فهم أعمق للتأثيرات المحتملة لمرض الخلايا الليمفاوية على الجهاز العصبي؟