<ص> تنص نظرية السمات على أنه يمكن تقسيم الناس إلى طيف، مثل التمييز بين الانفتاح والانطواء. وهذا يسمح لعلماء النفس بإجراء تحليل كمي للشخصية. ظهر هذا النموذج في أوائل القرن العشرين، ويعتبر عالم النفس الأمريكي جوردون ألبورت أحد رواد هذا المجال. شددت أبحاث ألبرت على تصنيف السمات إلى "سمات أساسية"، و"سمات مركزية"، و"سمات ثانوية"، مما يكشف عن مدى تعقيد الشخصية البشرية.يتم تعريف السمات على أنها أنماط معتادة من السلوك والفكر والعاطفة.
<ص> بالإضافة إلى ذلك، تؤكد نظرية السمات أيضًا على تأثير الثقافة على سلوك الفرد. على الرغم من أن نظرية السمات قد تتجاهل الاختلافات الثقافية في بعض السياقات، إلا أن الأبحاث المعاصرة أدركت تدريجيا أهمية العوامل الخارجية في عملية تشكيل السمات الفردية. <ص> في البحث التجريبي، يعتمد علماء النفس في كثير من الأحيان على استبيانات التقرير الذاتي لقياس السمات المختلفة للشخصية. وقد حقق نموذجا السمات الرئيسيان - استبيان آيزنك للشخصية (EPQ) والخمسة الكبار - تقدما كبيرا في هذا الصدد. زعم آيزنك أن الشخصية يمكن تبسيطها إلى ثلاث سمات رئيسية: العصابية، والانفتاح، والذهان. من ناحية أخرى، يركز نموذج العوامل الخمسة على خمس سمات أساسية: العصابية، والانفتاح، والانفتاح، والود، والضمير، مما يسمح لعلماء النفس بتحليل الشخصية بشكل أكثر شمولاً.السمات الأساسية تحكم وتشكل سلوك الشخص، في حين أن السمات المركزية هي الخصائص التي يمتلكها كل شخص.
يعتقد نموذج العوامل الخمسة أن خمس سمات كافية لوصف شخصية الفرد.<ص> ونتيجة للتطبيق الواسع النطاق لهذه النماذج، استمر البحث في علم نفس الشخصية في التعمق، وظهر إطار معقد للشخصية تدريجيا. على سبيل المثال، بدأ العلماء في السنوات الأخيرة باستكشاف العلاقات المتبادلة بين السمات وكيفية تأثيرها على الصحة العقلية. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن هذه النماذج قادرة على وصف سمات الشخصية، إلا أن هناك نقاشا تفصيليا قليلا حول أسباب هذه السمات. وأشار آيزنك إلى وجود علاقة وثيقة بين درجة العصابية وبنية الدماغ، وخاصة فيما يتعلق بالتفاعل العاطفي والإثارة القشرية. <ص> وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن نظرية السمات لا تنطبق على الثقافة الغربية فحسب، بل يتم أيضًا دمجها تدريجيًا في الأبحاث في سياقات ثقافية مختلفة. ومع ذلك، ومع تعمق فهم مكونات الشخصية، بدأ العلماء يشككون في عالمية هذه النظريات. هل تختلف تعريفات السمات عبر الثقافات؟ أم أن هناك نوعاً من الأساس الشخصي المشترك؟
بدأ الباحثون في استكشاف كيفية التعبير عن سمات الشخصية وفهمها في الثقافات المختلفة، وهو ما قد يغير فهمنا الحالي للشخصية.<ص> وبطبيعة الحال، فإن البحث في مجال علم النفس لا يقف ساكنا. مع تقدم التكنولوجيا، أصبحت أدوات القياس النفسي أكثر تطوراً، مما يسمح للباحثين برصد التغيرات الدقيقة في سمات الشخصية بشكل أكثر دقة. على سبيل المثال، مع تطور تكنولوجيا تحليل البيانات الضخمة، أصبح بإمكان الباحثين استخراج سمات الشخصية الفردية من بيانات ضخمة موجودة على وسائل التواصل الاجتماعي. <ص> وأخيرا، فإن نظرية السمات لا تساعدنا على فهم أنفسنا فحسب، بل إنها تسهل أيضا فهمنا لسلوك الآخرين. قد تصبح هذه النظرية أداة مهمة للتواصل بين الأشخاص، مما يساعدنا على إيجاد التوازن في العلاقات الشخصية المعقدة. هل نستخدم في حياتنا اليومية هذه النظريات النفسية دون وعي لتفسير تفاعلاتنا مع الآخرين؟