لقد كان كوكب نبتون ولونه الأزرق المميز وظواهره الجوية الغامضة محل اهتمام الناس منذ فترة طويلة. ومن بينها، أثارت البقعة المظلمة الكبيرة التي رُصدت في أوائل تسعينيات القرن العشرين بحوثاً معمقة من جانب المجتمع الفلكي حول هذا الكوكب البعيد ونظامه الجوي. هذه السحابة الضخمة ذات الخصائص المضادة للأعاصير لا تتحدى فهمنا لظواهر الطقس فحسب، بل إنها تثير أيضًا خيالات مختلفة حول أسباب تشكل السحب الكوكبية.
عند حافة العاصفة، وصلت سرعة الرياح إلى 2100 كيلومتر في الساعة، وهي أسرع رياح تم قياسها على الإطلاق في النظام الشمسي.
مع مرور الوقت، شهدت ملاحظات البقعة المظلمة العظيمة تقلبات ومنعطفات. وعندما قام تلسكوب هابل الفضائي بتصوير البقعة المظلمة الكبيرة مرة أخرى في عام 1994، كانت قد اختفت تماما، مما جعل علماء الفلك يتساءلون عما إذا كانت مغطاة بسحب أخرى أو أنها اختفت حقا.
تشير السحب المصاحبة للبقعة المظلمة العظيمة إلى أن بعض البقع المظلمة السابقة قد تستمر في الوجود على شكل أعاصير، حتى لو لم تعد تظهر كملامح مظلمة.
بعد اكتشاف البقعة المظلمة الكبيرة في عام 1989، لاحظ المجتمع الفلكي العديد من البقع المظلمة المختلفة. في عام 1994، اكتشف تلسكوب هابل الفضائي البقعة المظلمة الشمالية الجديدة (NGDS)، وقد ظهرت واختفت العديد من البقع المظلمة منذ ذلك الحين. إن وجود هذه البقع الداكنة لا يظهر تعقيد البيئة المحيطة بنبتون فحسب، بل يثير أيضًا الفضول حول آلية تشكل هذه العواصف الإعصارية.
على الرغم من العديد من الاكتشافات، إلا أن أسباب تشكل البقع السوداء الكبيرة وآليات اختفاءها لا تزال غير واضحة. يتساءل العلماء، هل يخفي النظام الجوي المعقد لكوكب نبتون أسراراً كونية غير مكتشفة؟