في مجال أبحاث السرطان، يعد تحويل "الجينات الورمية الأولية" إلى "جينات مسرطنة" موضوعًا مهمًا للمناقشة. كيف تؤثر التغيرات في هذه الجينات على نمو الخلايا وانقسامها هو سؤال يحاول العلماء اليوم الإجابة عليه. عندما تواجه الخلايا الطبيعية طفرات، فإن الجينات التي كانت تعمل في الأصل على التحكم في تكاثر الخلايا وتعزيز الموت تتحول بشكل غير متوقع إلى جينات مسرطنة تعزز نمو السرطان. ص>
في الظروف العادية، تكون الجينات الورمية الأولية مسؤولة عن مساعدة الخلايا على النمو والانقسام، وعادة ما ينطوي تحولها إلى جينات سرطانية على طفرة أو زيادة في التعبير. ص>
الجينات الورمية الأولية هي أشكال من الجينات الطبيعية التي تشارك عادة في نمو الخلايا وتثبيط موت الخلايا المبرمج. من خلال أشكال متحورة مختلفة، يمكن "تنشيطها" لتصبح جينات مسرطنة. لا يمكن الاستهانة بتأثير مثل هذه التغييرات، حيث أن الطفرات في الجينات المسرطنة المتعددة والجينات الكابتة للورم غالبا ما تحتاج إلى التعاون من أجل تطور السرطان. ص>
يمكن أن يحدث تنشيط الجينات المسرطنة من خلال عدة آليات مختلفة:
على سبيل المثال، يرتبط اكتشاف كروموسوم فيلادلفيا ارتباطًا وثيقًا بتكوين سرطان الدم النقوي المزمن. وهذا هو إعادة ترتيب خاص للكروموسومات يؤدي إلى اندماج الجين Bcr-Abl، وبالتالي إنتاج تيروزين كيناز النشط باستمرار والذي يعزز التطور. من تكاثر الخلايا السرطانية. ص>
يمكن إرجاع الأبحاث حول الجينات المسرطنة إلى أوائل القرن العشرين. تنبأ عالم الأحياء الألماني تيودور بوفيلي بوجود الجينات المسرطنة في عام 1914، ولكن لم تتم إعادة تسمية هذا المصطلح حتى عام 1969. في عام 1970، تم اكتشاف أول جينة مسرطنة مؤكدة، SRC، في فيروس قهقري للدجاج. مع مرور الوقت، تم التعرف على المزيد والمزيد من الجينات المسرطنة، كما أن الأبحاث في هذا المجال تشهد أيضًا ابتكارات متكررة. ص>
يمكن أن تؤثر الجينات المسرطنة النشطة على سلسلة من مسارات إشارات الخلايا وتعزز تكاثر الخلايا غير الطبيعي. أصبح دور هذه الجينات في طب السرطان واضحًا بشكل متزايد، وتم تصميم العديد من أدوية علاج السرطان لاستهداف البروتينات المشفرة بواسطة هذه الجينات. ص>
غالبًا ما يقوم العلماء بتجميع مرضى السرطان بناءً على الخصائص السريرية لتطوير علاجات مستهدفة. إذا كان لدى المريض ملف وراثي عالي الخطورة، فقد يحتاج إلى علاج أكثر قوة من المرضى الآخرين الذين يعانون من مرض حميد. "
يُعتبر تضخيم N-myc مؤشرًا مستقلاً لسوء التشخيص في ورم الخلايا البدائية العصبية لدى الأطفال، وطالما تم اكتشاف تضخيم N-myc عند الأطفال في أي مرحلة، فسيتم تقصير مدة البقاء على قيد الحياة، لذا يلزم علاج مكثف. ص>
في الوقت الحالي، لا تقتصر الأبحاث المتعلقة بالجينات المسرطنة على المستوى الجيني، ولكنها تتضمن أيضًا دراسة علم الوراثة اللاجينية. وهذا يدل على أن الجينات ليست مجرد علامات على تسلسل الحمض النووي، ولكنها قد تتأثر بالمؤثرات البيئية التي تغير أنماط التعبير الخاصة بها. ومع تقدم العلوم والتكنولوجيا، يأمل الباحثون في العثور على مثبطات محددة للجينات المسرطنة لتقليل آثارها الضارة على الخلايا. ص>
لا تساعد دراسة الجينات المسرطنة على فهم آلية السرطان فحسب، بل تسمح أيضًا بتطوير علاجات لأنواع معينة من السرطان. وأمام التقدم السريع في هذا المجال، علينا أن نفكر: هل سنتمكن من إيجاد طريقة فعالة لعلاج السرطان في المستقبل؟ ص>