ساركوما الخلايا الشجيرية الجريبية (FDCS) هو نوع نادر للغاية من الأورام. وعلى الرغم من أن الخبراء توقعوا وجود هذا النوع من الأورام في عام 1978، إلا أنه لم يتم التعرف عليه بشكل كامل كورم مستقل حتى عام 1986. وهو يمثل 0.4% فقط من ساركوما الأنسجة الرخوة، ولكن احتمالية تكراره وانتشاره كبيرة جدًا ويعتبر ورمًا خبيثًا متوسطًا. العائق الرئيسي أمام تشخيص وعلاج FDCS هو التشخيص الخاطئ، لأنه يتشابه في العرض والعلامات مع الأورام اللمفاوية الهودجكينية وغير الهودجكينية، مما يجعل التشخيص صعبًا للغاية.
"تتطور معظم حالات FDCS في العقد الليمفاوية، ولكن حوالي 30% من الحالات تتطور في مواقع الأوعية الليمفاوية."
أدت التطورات الأخيرة في علم الأحياء السرطاني إلى تطوير طرق تشخيصية أكثر دقة وأدوية العلاج الكيميائي، مما أدى إلى تحسين التشخيص والعلاج لـ FDCS.
تتواجد الخلايا الشجيرية الجريبية بشكل أساسي في وسط الجريبات الليمفاوية، وتلعب دورًا مهمًا في تنظيم الاستجابات الجريبية، وهي مسؤولة عن تقديم المستضدات إلى الخلايا البائية. تختلف أعراض FDCS حسب مكان حدوث المرض. العرض الأكثر شيوعًا هو تورم الغدد الليمفاوية غير المؤلم، لكن هذا العرض في حد ذاته غير محدد حيث يمكن أن تسببه العديد من الأمراض الأخرى، بما في ذلك نزلات البرد. وتشمل الأعراض الأخرى السعال والتهاب الحلق وصعوبة البلع وفقدان الوزن والتعب.
وفقًا لتقارير الأدبيات في عام 2000، فإن حوالي 12% من حالات أورام FDC مرتبطة بفيروس EB، ولكن دور فيروس EB في التسبب في أورام FDCS لا يزال غير واضح.
نظرًا للتباين في السجلات الطبية للمرضى، لم يتم ربط سبب واضح بشكل مباشر بـ FDCS. ومع ذلك، تشير بعض الأدلة إلى أن التعرض السابق لفيروس إبشتاين بار أو تشخيص مرض كاسلمان قد يزيد من خطر الإصابة بـ FDCS.
إن خصائص انتشار خلايا FDCS تشبه تلك الموجودة في العديد من الأورام الأخرى، مما يجعل تشخيصها معقدًا. تكون هذه الخلايا كبيرة ومزدوجة النواة وتشكل مجموعات مع الخلايا الليمفاوية، مما يجعل من الصعب تحليل بنيتها أثناء التلوين. لذلك، يتطلب التشخيص المرضي استخدام طرق متعددة، بما في ذلك التحليل المورفولوجي والكيميائي الخلوي والمجهر الإلكتروني.
تم استخدام التشوهات الخلوية الموجودة في أورام FDCS للتشخيص. تتميز الخلايا المتغصنة FDC ببنية شبكية من الأنابيب الدقيقة وزيادة في الكتلة الداخلية. تتمتع بنية شبكة الأنابيب الدقيقة بتأثير مهم على انقسام الخلايا، بينما يساعد Clusterin في تنظيف نفايات الخلايا ويرتبط باستماتة الخلايا.
يحتوي نظام CHOP على سيكلوفوسفاميد، ودوكسوروبيسين، وأونكوفين، والستيرويدات، والتي تعمل على خلايا السرطان المختلفة من خلال مسارات مختلفة.
على الرغم من أن بعض مرضى FDCS أبلغوا عن تحسن مؤقت بعد علاج CHOP، إلا أن النتائج ليست متسقة ولا تزال هناك حاجة للتحسين.
ركزت الجهود الأخيرة على استخدام الليبوزومات PEG لتحميل الدوكسوروبيسين، وهو النهج الذي يزيد بشكل فعال من تركيز الدواء في الأورام ويقلل من الآثار الجانبية. تستفيد هذه التقنية من خصائص الأوعية الدموية المتسربة والأورام السرطانية.
لا تزال دراسة وعلاج FDCS متأثرة بالأبحاث حول أنواع أخرى من السرطان. وعلى الرغم من نقص التمويل لهذا النوع من السرطان، هناك إمكانية لتمهيد الطريق لعلاجات مبتكرة لـ FDCS.
"قد يكون كل تقدم بمثابة مخطط بعيد المنال، ولكن كل ذلك يهدف في نهاية المطاف إلى إيجاد مسار فعال لعلاج FDCS."
على الرغم من تحقيق بعض التقدم في تشخيص وعلاج FDCS، إلا أننا لم نتوصل بعد إلى سبب واضح وخطة علاج. مع الدراسة المتعمقة لهذا المرض، هل ستكون هناك اختراقات جديدة في المستقبل؟
ص>