يتم تعريف الفوارق الصحية على أنها "اختلافات يمكن الوقاية منها في عبء المرض، أو الإصابة، أو العنف، أو الفرص لتحقيق الصحة المثلى التي تتمتع بها الفئات الأكثر حرمانًا في المجتمع".
تعتمد قياسات الصحة العامة على متغيرات مختلفة، مثل متوسط العمر المتوقع ومعدل الإصابة بالأمراض. وفي الولايات المتحدة، تبرز الفوارق الصحية بشكل خاص بين الأقليات العرقية والإثنية، كما يتضح من ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة والوفاة المبكرة مقارنة بالبيض. على سبيل المثال، يكون الأميركيون من أصل أفريقي أكثر عرضة للوفاة بسبب المضاعفات المرتبطة بالحمل بمرتين إلى ثلاث مرات من البيض.
في حين أن بعض الأقليات، مثل المهاجرين من أصل إسباني، قد تتمتع بصحة أفضل من البيض عند وصولهم لأول مرة إلى الولايات المتحدة، إلا أن هذه الميزة تتضاءل بمرور الوقت. وفي بعض الأحيان لا يرجع تضييق الفجوة إلى تحسن الصحة بين الأقليات، بل إلى تدهور الصحة بين المجموعات البيضاء. تشير البيانات إلى أن أكثر من 133 مليون شخص في الولايات المتحدة (45% من السكان) يعانون من مرض مزمن واحد أو أكثر. وفقًا للأبحاث، فإن الأقليات العنصرية/الإثنية التي تتراوح أعمارها بين 60 و70 عامًا أكثر عرضة من الأشخاص البيض للإصابة بأمراض مزمنة خطيرة مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
في دراسة أجريت في ميشيغان، كان الأمريكيون من أصل أفريقي أكثر عرضة للوفاة بسبب فيروس كورونا بنحو 3.6 مرة من الأشخاص البيض.
لا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن التفاوتات العنصرية والطبية تؤثر أيضًا على الصحة العقلية. على سبيل المثال، يؤثر التمييز العنصري المنهجي سلباً على الصحة العقلية للأمريكيين من أصل أفريقي ويزيد من خطر الوفاة بسبب تعاطي المخدرات. ويشير هذا إلى أن العنصرية البنيوية هي أحد العوامل الرئيسية وراء التفاوتات الصحية، والتي تشمل أنظمة مترابطة مثل الإسكان والرعاية الصحية والتعليم والتوظيف والعدالة الجنائية التي تستمر في تعزيز التمييز العنصري والتوزيع غير المتكافئ للموارد.
على سبيل المثال، في المجتمعات السوداء، قد يؤدي التمييز في السكن والوصول المحدود إلى مرافق الرعاية الصحية الجيدة إلى إعاقة الرعاية الطبية الفعالة. وتؤدي هذه التفاوتات، إلى جانب التحيز العنصري في الممارسة الطبية، إلى ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة وارتفاع معدلات الوفيات بين الأميركيين من أصل أفريقي. إن معالجة هذه القضايا البنيوية أمر بالغ الأهمية لتحسين المساواة في مجال الصحة. لقد تضاعفت نسبة الأطفال المصابين بأمراض مزمنة في الولايات المتحدة أربع مرات بين عامي 1960 و2005، ويتأثر الأطفال المنتمون إلى الأقليات بشكل غير متناسب بهذه الأمراض. تشمل الأمراض المزمنة الأكثر شيوعًا الربو والسكري والسمنة واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وما إلى ذلك. ولذلك، لا يمكن تجاهل المشاكل الصحية التي يواجهها المرضى البالغون من أصل أفريقي والأمريكيين اللاتينيين، خاصة وأن إرشادات العلاج والإدارة لم يتم تطويرها على أساس احتياجاتهم.غالبًا ما يُنظر إلى التفاوت في الصحة على أنه نتائج صحية يمكن الوقاية منها ناجمة عن عوامل مثل الدخل والتعليم والعرق والجنس.
كانت هناك حالة من عدم اليقين بشأن تعريف العرق، مما أدى إلى تعقيد تصنيف السكان في مجال البحوث الصحية. إن مفهوم العرق لا يرتكز على علم الأحياء فحسب، بل يتأثر أيضًا بالعوامل الاجتماعية. إن الفهم الحديث للعرق هو مفهوم معقد وسائل يتحدى التعريف البسيط.
وكشفت ملاحظات أخرى أن المرض يؤثر على المجموعات العرقية المختلفة بشكل مختلف بسبب العوامل الاجتماعية والاقتصادية. عند تلقي الرعاية الطبية، فإن توزيع الموارد الاجتماعية والعوامل البيئية والخلفية الثقافية يؤدي إلى اختلافات في النتائج الصحية. ومن ثم، فإن تفسير التفاوتات الصحية من خلال الجينات فقط يبدو وكأنه تبسيط مفرط للقضية.إن استخدام العرق كأداة تقييم للخدمات الطبية يمكن أن يؤدي بسهولة إلى تفويت تشخيصات المجموعات المشتبه في أنها معرضة لخطر منخفض.
يتطلب علاج الأمراض المزمنة والوقاية منها الأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل، بما في ذلك العوامل الوراثية، والبيئة، والبنية الاجتماعية، والثقافة. وهذا يعني أنه من المهم بشكل خاص مساعدة المتخصصين في مجال الصحة على فهم التفاعل بين العرق والصحة أثناء التشخيص والعلاج، وزيادة الوعي بالفوارق الصحية النظامية، وتحسين خدمات الرعاية الصحية المصممة لتلبية احتياجات المجتمع.
مع تعمق الأبحاث حول التفاوتات العرقية والصحية، يتعين علينا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكننا معالجة هذه التفاوتات العميقة الجذور في الصحة بشكل أكثر فعالية لتعزيز المساواة في الصحة لجميع السكان؟