مبدأ البنية الأساسية هو مبدأ قانوني يؤكد على أن بعض السمات الأساسية للدستور لا يمكن محوها بموجب قانون صادر عن الهيئة التشريعية. تم تطوير هذا المبدأ لأول مرة في المحكمة العليا في الهند في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين وتم اعتماده رسميًا في قضية كيسافاناندا بهاراتي ضد ولاية كيرالا عام 1973. ومن الجدير بالذكر أن دستور بنغلاديش يعترف صراحة بهذه العقيدة في المادة 7ب، مما يجعلها خاصة وفريدة من نوعها في السياق العالمي.
"تنص المادة 7 ب من دستور بنغلاديش على أنه لا يمكن لأي قانون أو لائحة أن يزيل أو يغير البنية الأساسية للدستور."
تطورت العقيدة البنيوية الأساسية في الهند في سياق مواجهة إساءة استخدام السلطة من جانب السلطة التشريعية. جوهر هذه العقيدة هو أنه على الرغم من أن الكونجرس لديه السلطة لتعديل الدستور، فإنه لا يستطيع تقويض البنية الأساسية للدستور. وقد تم تطوير هذه الفكرة وتعزيزها باستمرار من خلال أحكام القضاء للمحكمة العليا، وخاصة في قضية كيسافاناندا بهاراتي، التي كان حكمها يعني أن سلطة البرلمان في تعديل الدستور محدودة ولا يمكن أن تمس البنية الأساسية.
وكما هو منصوص عليه في دستور بنغلاديش، فإن اعتراف البلاد بمبدأ البنيات الأساسية يشكل إشارة إلى الفقه الهندي وانعكاساً لحاجتها إلى الحفاظ على الذات. وبعد أن شهدت بنغلاديش اضطرابات سياسية طويلة الأمد وأنظمة عسكرية، أدركت أهمية حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ولذلك كتبت هذه العقيدة في دستورها.
"إن دستور بنغلاديش مصمم لحماية كرامة الفرد وحريته، وهو ما يعطي مبدأ البنيات الأساسية خصوصياته في هذا النظام القانوني."
في النظام القانوني في بنغلاديش، تنعكس خصوصية مبدأ البنية الأساسية ليس فقط في الأحكام الصريحة في دستورها، ولكن أيضًا في التركيز على حقوق المواطنين. إن إدخال هذه العقيدة جعل من المستحيل تعديل بعض السمات الأساسية للدستور، مثل الاشتراكية والعلمانية والمبادئ الديمقراطية، أو إلغاؤها بشكل تعسفي. ويتناقض هذا بشكل صارخ مع التعديلات الدستورية في بعض البلدان الأخرى، وخاصة تلك التي تتم من خلال تصويت الأغلبية البسيطة في الهيئة التشريعية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العقيدة البنيوية الأساسية لبنغلاديش تؤكد أيضًا على الدور الحاسم للقضاء في دعم الدستور. وبحسب تفسير المحكمة العليا في بنغلاديش، فإن أي قانون أو لائحة تحاول انتهاك البنية الأساسية للدستور تعتبر غير صالحة. وقد تم دعم هذا الرأي على نطاق واسع من خلال السوابق القضائية على مدى السنوات القليلة الماضية، على سبيل المثال في قضية كبرى حيث ذكرت المحكمة صراحة أن الحكومة لا تستطيع التدخل بشكل تعسفي أو تعديل القوانين التي تمس الهياكل الأساسية.
"في بنغلاديش، يعتبر الهيكل الأساسي للدستور غير قابل للانتهاك لأنه يعتمد على كرامة الشعب وحريته."
إن هذا الاعتراف الصريح بالمبدأ البنيوي الأساسي لا يعزز استقرار الدستور فحسب، بل ويعزز أيضاً ثقة المواطنين في سيادة القانون. وباعتبارها أداة مهمة لمنع إساءة استخدام السلطة القانونية، فإن هذه العقيدة مهمة بشكل خاص في الممارسة العملية في بنغلاديش. ومع تعزيز هذا المبدأ، فمن المؤكد أن النظام القانوني في بنغلاديش سوف يحمي الحقوق الأساسية للشعب بشكل أفضل.
ولذلك، فإن الأمر لا يتعلق فقط باستمرار المبادئ القانونية، بل يتعلق أيضا بالتفكير العميق في مستقبل التنمية في البلاد. ومن هذا المنظور، فإن العقيدة البنيوية الأساسية لبنغلاديش لا تشكل خط دفاع قانوني فحسب، بل تمثل أيضا توقعات وإيمان شعب البلاد بمستقبل أفضل. ولا يسع المرء إلا أن يتساءل، في مواجهة العولمة والتغيير الاجتماعي، هل يمكن للنظام القانوني في بنغلاديش أن يعمل بمثابة مرآة للدول الأخرى؟