طوال تاريخ استكشاف الفضاء، كانت دراسة الكواكب وأقمارها دائمًا هدفًا للعلماء والمهندسين. تهدف مهمة يوروبا كليبر التابعة لوكالة ناسا إلى استكشاف قمر كوكب المشتري يوروبا، وهو عالم جليدي يُعتقد أن لديه القدرة على إيواء الحياة. وبالمقارنة بالتصاميم المدارية التقليدية، فإن تصميم التحليق الذي تتبناه مركبة يوروبا كليبر يحسن بلا شك من سلامة المهمة، وهناك أسباب وراء ذلك لا يمكن تجاهلها.
تعتمد الطريقة التقليدية عادة على وضع قمر صناعي في مدار حول كوكب. ورغم إمكانية استخدام هذه الطريقة في عمليات الرصد طويلة الأمد، إلا أنها تواجه بيئات إشعاعية شديدة، وخاصة حول كوكب المشتري.
وفقا لبحث أجرته وكالة ناسا، فإن طريقة التشغيل المداري التقليدية لا يمكنها إلا ضمان قدرة المركبة الفضائية على العمل بالقرب من كوكب المشتري لعدة أشهر، وهو أمر غير مؤات للغاية للمهام التي تتطلب بيانات مراقبة طويلة الأجل. وفي الوقت نفسه، تم تصميم مركبة يوروبا كليبر للطيران بأمان لعدة سنوات، حيث تدور على ارتفاع منخفض حول كوكب المشتري وتقوم بالعديد من عمليات التحليق القريبة.
مزايا استراتيجية الطيران المباشرمن خلال التخطيط لـ 49 عملية تحليق قريبة، يمكن لمركبة يوروبا كليبر إجراء ملاحظات علمية مهمة مع تقليل مخاطر التعرض للإشعاع بشكل عام.
اختار مشروع أوروبا كليبر مدارًا بيضاويًا حول كوكب المشتري، والذي تم تصميمه للسماح له بالتحليق بأمان في منطقة ذات إشعاع أضعف. ستستخدم المهمة مساعدات الجاذبية المتعددة لتغيير المسار والقيام باقترابات وثيقة لتعظيم بيانات المراقبة من كل تحليق.
أثناء كل تحليق قريب من يوروبا، سوف تقوم مركبة يوروبا كليبر بقياس سطح القمر والمحيط الذي يقع تحته من ارتفاع يبلغ نحو 25 كيلومترًا. إن وقت الفراغ الذي توفره الفواصل الزمنية بين أنشطتها يسمح للمركبة الفضائية بنقل البيانات المجمعة إلى الأرض، مما يتجنب بشكل فعال خطر التعرض للتلف بسبب الإشعاع القوي لفترة طويلة.
ويقول العلماء إن هذا النهج ناجح لأن كل فترة لجمع البيانات يمكن أن تتبعها أسابيع من نقل البيانات، وهو أمر غير ممكن مع البعثات المدارية التقليدية.
وقد تجلى هذا التركيز في بعثات استكشاف الكواكب الأخرى التي قامت بها وكالة ناسا، مثل مهمة استكشاف المريخ، والتي نجحت في اكتشاف العديد من النتائج العلمية المهمة من خلال التنسيق الفعال لجمع البيانات ونقلها.
إن أداء أوروبا كليبر لن يعتمد فقط على التصميم الممتاز لأجهزتها، بل أيضاً على تخطيط مهمتها على المدى الطويل واستراتيجية التشغيل.
من أجل استكشاف أوروبا، وهو موطن محتمل للحياة، فإن مركبة يوروبا كليبر، بتصميمها الآمن والفعال للتحليق فوق الكوكب، تمثل بلا شك معلماً جديداً وخطوة مهمة في استكشاف الإنسان للكون.
خاتمة تم تصميم التحليق فوق كوكب يوروبا كليبر بطريقة تجمع بين العلوم الحديثة والهندسة لتقليل مخاطر المخاطر البيئية مع تعظيم إمكانات جمع البيانات. ومع تقدم المهمة، نتطلع إلى الحصول على بيانات قيمة من أوروبا. فهل سيكشف هذا عن أمل جديد في وجود حياة؟