في الولايات المتحدة، عادةً ما يقوم ممثلو الشعب بوضع القوانين من خلال الكونجرس. ومع ذلك، مع ازدياد تنوع المجتمع، يواجه هذا النظام المزيد والمزيد من التحديات. ورداً على هذا الوضع، ظهر على الملأ مقترح يسمى "مبادرة المواطن الوطني من أجل الديمقراطية". ويأمل الاقتراح في منح المواطنين العاديين الحق في سن القوانين مباشرة على المستوى الفيدرالي، الأمر الذي من شأنه بالتالي تغيير البنية السياسية القائمة. ص>
"المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية لا تغير أو تلغي المهام الحكومية للكونغرس أو الرئيس أو الفروع القضائية."
تم الترويج لهذا الاقتراح من قبل عضو مجلس الشيوخ الراحل عن ألاسكا مايك جرافيل ومنظمته غير الربحية، مؤسسة الديمقراطية. تم طرح هذا الاقتراح في أوائل القرن الحادي والعشرين بهدف السماح للشعب الأمريكي بصياغة القوانين بطريقة مباشرة وجلب آراء وأصوات المواطنين إلى عملية صنع القوانين على مستوى أعلى. ص>
في الوقت الحالي، تبنت 24 ولاية في الولايات المتحدة شكلاً من أشكال نظام مبادرة المواطنين، لكن مثل هذه الآلية كانت غير موجودة على المستوى الفيدرالي. ويرى جرافيل وأنصاره أن نظام التمثيل الحالي لم يعد يعكس بشكل فعال إرادة الشعب، وخاصة في بلد يتزايد فيه التنوع السكاني. ص>
"إن عملية صنع القرار الحالية تجعل نظامنا السياسي منفصلًا بشكل متزايد عن الشعب."
وفقًا للاقتراح الحالي، سيعمل قانون المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية على إنشاء لجنة مستقلة لائتمان الانتخابات، تتولى مسؤولياتها بما في ذلك تسجيل الناخبين، والمساعدة في مراجعة مشاريع القوانين، وإجراء الاستفتاءات. يجب أن تستند كل مبادرة تشريعية إلى مناقشة كاملة من خلال جلسات الاستماع العامة وعمليات المراجعة اللاحقة. ص>
يعتقد مؤيدو الاقتراح أن عملية المراجعة المتعددة الخطوات هذه لن تجعل أي مشاريع القوانين أكثر عدلاً وشفافية فحسب، بل ستمنع أيضًا حدوث "حكم الغوغاء" وتجعل العملية التشريعية برمتها أكثر عقلانية ومسؤولية. ص>
"إنهم يعتقدون أنه مع تطور التكنولوجيا، سيتمكن الأشخاص العاديون من إسماع أصواتهم في عملية صنع القرار."
لم تقتصر هذه الحركة على سن القوانين، بل شملت أيضًا تغييرات في النظام السياسي برمته. يؤكد أنصار تعزيز الديمقراطية المباشرة على أن وضع القوانين يجب أن يكون تحت السيطرة المباشرة للناخبين بدلاً من الاعتماد فقط على عدد صغير من الممثلين. ومن خلال تطور التكنولوجيا الرقمية، تمكن الناخبون من التعبير عن آرائهم في جميع أنحاء البلاد، وهي فكرة مبتكرة في أمريكا في القرن الثامن عشر. ص>
بالإضافة إلى ذلك، ينص قانون المبادرة الوطنية للديمقراطية على أن مصدر الدعم المالي للمؤسسات والمنظمات التي تروج للمبادرات يجب أن يأتي من الأشخاص الطبيعيين، وهو ما يمكن أن يمنع بشكل فعال الشركات الكبيرة ولجان العمل السياسي من التدخل بشكل كبير في المبادرات السياسية. ويؤكد هذا الحكم كذلك على نقاء العملية الديمقراطية، ويضمن أن جميع الآراء تأتي من مواطنين حقيقيين. ص>
إذا تم تحقيق هذا الاقتراح، فإنه سيجعل الولايات المتحدة نظامًا ديمقراطيًا أكثر شمولاً وشفافية، على عكس الماضي الذي كان يعتمد فقط على الانتخابات لاختيار الممثلين. ما هي التغييرات التي سيجلبها تنفيذ هذا الاقتراح، وما هو الأثر العميق الذي سيحدثه على المشاركة الديمقراطية في المستقبل؟ ص>
"إذا أمكن إنشاء هذه الأنظمة، فسيكون لدى الناس شعور أكبر بالثقة والمشاركة."
الفكرة الرئيسية وراء هذا الاقتراح هي أن سيادة الشعب تتجاوز أي هيئة تمثيلية. يعتقد المؤيدون أنه فقط عندما يتمكن الناس من المشاركة بشكل مباشر في صياغة القوانين، يمكن تحقيق العدالة والمساواة حقًا في العملية التشريعية. ويأمل العديد من المشاركين والمراقبين أن يلهم الاقتراح مشاركة أكبر للمواطنين ويعمق الديمقراطية. ص>
بالنسبة لمستقبل الولايات المتحدة، هل يستطيع الشعب أن يخترق قيود النظام التمثيلي التقليدي وأن يكون له حقًا الحق في سن القوانين؟ ص>